لقد كنا في شهر ماي 1962 - عندما قدمت هذا التقرير للكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية - على وشك عقد المؤتمر الثاني للحزب، و كنت - بعد عودتي من إقامة إضطرارية في الخارج - أرى من الواجب أن أبدي لرفاقي خلاصة نقد ذاتي للمراحل التي قطعتها حركتنا من قبل، مع بعض الخطوط الرئيسية لمهامنا في المستقبل. " المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب. دفاتر وجهة نظر ع ٢٢
- " لقد كانت تعترضنا، و أنا أكتب هذا التقرير، عدة أسئلة، و حرصت على الإجابة عنها، فكنت أتساءل : " كيف يمكننا أن نعد مناضلي الحزب لمعارك المستقبل إذا لم نمكنهم من فهم التيارات التي وجهت الأحداث المعاصرة في بلادنا، و إذا لم نشرح لهم المعنى الحقيقي للاستقلال، و الظروف التي تحقق فيها، ة الأخطاء التي جعلت الحركة التحريرية تحرم من مكاسب نضالها ؟ كيف نجعلهم يفهمون التردد الذي طبعت به خطواتنا الأولى بعد إعلان الإستقلال، و إذا لم نكشف لهم النقاب عن المعارك المريرة، التي كنا نخوضها لتحقيق أتفه الإصلاحات في الحكومات التي كنا نساهم فيها ؟ "، و قد اقتنعت بأن العرض الموضوعي لأخطائنا و نقصنا في الماضي هو السبيل الوحيد لإعدادهم لمعارك المستقبل. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " ...كان من المهم - بالنسبة إلى الغرض من التقرير - الإعنماد على بعض الوقائع أو الأحداث الخاصة لإلقاء بعض الضوء، مثلا على موقفنا من نقطة تحول هامة في تاريخنا مثل تسوية " إكس ليبان " ( Aix - les - Bains ) أو لشرح الأسباب الموضوعية و الذاتية التي جعلت القيادة السياسية تفلت من أيدينا، بينما كنا الأغلبية الساحقة في البلاد، حتى نستخلص من كل ذلك العبرة لسلوكنا في المستقبل. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " و قد كنا في إطار هذا الإختيار الثوري قد وضعنا أسس برنامج أدنى لمهامنا المستعجلة، بالنسبة لدروس سنة 1962, عندما كان القصر الملكي يستعد لأن " يمنح " البلاد دستورها الرجعي المصنوع في مخابر الإستعمار الجديد. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " و كنا إذاك نفكر في احتمال الوصول إلى تسوية مع القصر لحماية البلاد من مزيد من الإنزلاق نحة هاوية الإفلاس و التفسخ.(...)و لكن بقيت محاولتنا دون جواب. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " فلقد كان القصر يعتقد أنه يستطيع إنقاذ نفسه بسلوك سياسة ديماغوجية رخيصة، في جو من الحفلات المتواصلة، ووسط ضجيج الدعاية لمشاريع خيالية تموت قبل ولادتها. و كانت البرجوازية التجارية الممثلة في حزب الإستقلال تمني نفسها بأحلام الحصول على منافع من وراء السياسة الإقتصادية الليبرالية. و كانت بعض قطاعات الفلاحين تخدرها مشاريع الإنعاش الوطني التي لم تكن سوى شكل من أشكال أوراش البر و الإحسان. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " و كان تفاؤل القصر ينسيه أن الأوضاع في البلاد النامية هي أساسا أوضاع متقلبة و ديناميكية. (...) فقد فشل مشروع الإنعاش الوطني لأنه لم يعتمد قط على المساهمة الفعلية لجماهير الفلاحين. و قد فشلت السياسة الإقتصادية لأنها كانت تعمل فقط على إرضاء مصالح الإستعمار الجديد، و مصالح دولة الإمتيازات و الإستغلال. و فشلت التجربة الدستورية لأنها فرضت على الشعب، في دجنبر 1962, أسلوب حكم جائر يقوم على احتقار مطامح الشعب، و يبيح لنفسه كل أساليب التلاعب و التزوير لمسخ تمثيل الإرادة الوطنية. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " فلأن سلوك المسؤولين تجاوز حدود الوقاحة، اضطر الشعب في كبريات المدن، و خاصة في الدار البيضاء، أن ينزل للشارع، و يدين النظام و يكتب بدمائه حكمه عليه بالعجز و الإفلاس. فعندما تصبح الإنتخابات مزورة، و حرية الإجتماع معدومة، و الصحافة مكممة، و المخلصون المعبرون عن مطامح الشعب مطاردين و محكوما عليهم بالإعدام أو السجن، أو مفقودين بالمرة، فكيف يجوز لرئيس الدولة أن يستغرب التجاء الشعب للوسائل المباشرة ليسمع صوته ؟ " المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " أما المسؤولية المباشرة، فينبغي البحث عنها عند أولئك الذين تسلطوا على الحكم منذ سنة 1960. لقد أرغموا الشعب على التصفيق بوسائل القسر أو بإغراء البائسين، و جعلوا من هذه التصفيق أساسا للحكم. لكن الحقيقة تنتقم من التزوير "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " منذ سنة 1962 انعزل الحكم شيئا فشيئا عن الشعب، بعد عمليات القمع المتوالية حتى تضاءلت قاعدته الإجتماعية، فأصبح قائما على أقلية إقطاعية تتمثل في الإدارة المحلية، و في الأغلبية البرلمانية المزورة الفاشلة، و تحكم البلاد عن طريق أجهزة المخابرات البوليسية و العسكرية المسيطرة على سائر مرافق الحياة. على أن السند الفعلي للنظام يأتي من الخارج، من القوى الإمبريالية و الإستعمارية الجديدة..."المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " إن التعهد بتحقيق إصلاح زراعي جذري، نعتبره السبيل الوحيد لإضعاف الرجعية الإقطاعية، و حرمانها من وسائل نفوذها على أجهزة الدولة المركزية و المحلية. " المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " و كذلك الأمر في ما يرجع لتحقيق الديمقراطية في الحياة العامة، فمعناها بالنسبة إلينا هو البحث عن الذين يمسكون بأيديهم حقيقة السلطة السياسية من أجل إخضاعهم للإرادة الشعبية، أي أنها لا تعني مجرد المبادرة بانتخابات تبقي السلطة بيد القابضين عليها خلف واجهة برلمانية شكلية. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " إن هدفنا الأقصى لا يمكن أن يكون إلا بناء المجتمع الإشتراكي في المغرب. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري في المغرب
- " فإذا كان صحيحا أن نظام الحكم في المغرب هو الحكم الفردي، فإن هذا التعريف وحده لا يكفي، مالم نوضحه بتحليل متطلباته الداخلية و الخارجية. فإن الإكتفاء بالحديث عن الحكم الفردي قد يفيد استقلال هذا الحكم في اختياراته السياسية، بينما نحن نرى مطابقة واضحة و بسيطة لسياسة النظام مع خطة الإستعمار في بلادنا. " المهدي بن بركة. الإختيار الثوري بالمغرب
- " و ليست حركة الهروب إلى الأمام، التي تقوم بها الدول الإستعمارية الأوربية بانتهاجها سياسة الإستقلالات الشكلية الممنوحة، سوى خطة دفاع للإستعمار عن نفسه، تحمل اليوم اسم الإستعمار الجديد. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري بالمغرب
- " و كانت دعاية محكمة التوجيه تعمل على تمهيد السبيل لإحتكار السلطة بيد القصر، مدعية أن نظام الأحزاب كأسلوب للتنظيم السياسي و البناء الإقتصادي باء بالفشل رغم أنه أتيحت له كل الفرص، بينما الحقيقة أنه لم تعط لأي حزب فرصة ممارسة الحكم. "المهدي بن بركة. الإختيار الثوري بالمغرب
-
" أمام هذه الحملة التي كانت تهدف إلى بلبلة عرائم المناضلين، و تجميد طاقات الجماهير، غدت مهمة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية هي إقامة الدليل على أن الشعب يستطيع تجنيد نفسه بنفسه دون حاجة إلى وصي، كما جند نفسه خلال الأزمة الكبرى من سنة 1952 إلى 1955. "
المهدي بن بركة - الإختيار الثوري بالمغرب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire