dimanche 23 septembre 2012

بابلو نيرودا - قصيدة للبحر. ترجمة سلام عيد. منشورة بجريدة المناضل-ة ع. 41. نونبر 2011

 

‎" أيها البحر، هكذا اسمك،

أيها الرفيق المحيط

لا تهدر الوقت و لا المال

لا تهتز كثيرا

ساعدنا

نحن الصيادين الصغار

رجال الشاطئ

إننا جائعون و نشعر بالبرد "

 

 

لا تضرب بهذه القوة

لا تصرخ على هذا النحو

افتح صندوقك الأخضر

و اترك لنا جميعا

في ايدينا

هديتك الفضية :

سمكة كل يوم. "

 

‎" هنا، في كل بيت

نريدها

و لو كانت من فضة

أو من بلور، أو من قمر

فقد ولدَتْ من أجل

المطابخ الفقيرة في الأرض "

 

-

‎" لا تحتفظ بها

أيها البخيل

تطوي البرد مثل

برق مبلل

تحت أمواجك. "

 

 

‎" تعال الآن

انفتح

دعها لنا

في متناول أيدينا

ساعدنا، أيها المحيط

أيها الأب الأخضر العميق

على أن ننهي

يوما ما، فقر الأرض. "

 

 

‎" أبانا البحر، نعرف الآن

اسمك

كل النوارس توزع

اسمك على الرمال :

و الآن، أحسن التصرف

فلا تحرك أعرافك

و لا تهدد أحدا

لا تكسر، في مواجهة السماء

أسنانك الجميلة

انس لحظة

الحكايات المجيدة

و امنح كل رجل

كل امرأة، كل طفل

سمكة كبيرة أو صغيرة

كل يوم. "

 

-

 

‎" اخرج إلى كل شوارع العالم

لتوزع السمكة

و عندها

اصرخ

اصرخ

كي يسمعك

كل الفقراء الذين يعملون

و يقولوا

و هم يطلون

من باب المنجم :

" ها هو ذا البحر الشيخ

يوزع السمكة. " "

 

 

-" و سيعودون إلى الأسفل

إلى الظلمات

باسمين، و عبر الشوارع

و الغابات

سيبتسم الرجال

و الأرض

ابتسامة بحرية. "

 

 

لكن

إن كنت لا تريد ذلك

إن كنت لا ترغب في ذلك

فانتظر

انتظرنا

فسوف نفكر في الأمر

سنسوي مشكلات البشر، بداية

المشكلات الأكبر أولا

و بعدها نسوي

كل المشكلات الأخرى

عندئذ

سندخل إليك

و نقطع أمواجك

بسكين من نار

و على حصان كهربائي

سنقفز فوق الزبد

سنغوص

مغنين

إلى أن نبلغ قاع

أحشائك. "

 

 

‎" و سنزرع

في حديقتك العميقة

نبتات

من إسمنت و فولاذ

و نوثق

يديك و رجليك

و سيمشي الناس

على جلدك باصقين

منتزعين عناقيدك

سيسرجونك

و يركبونك و يروضونك

مهيمنين على روحك. "

 

 

‎" لكن ذلك سيكون

حين نكون قد سوينا

نحن البشر

مشكلتنا

الكبيرة

المشكلة الكبيرة.

سنسوي كل شيء

شيئا فشيئا :

سنرغمك، أيها البحر

سنرغمك، أيتها الأرض

على صنع المعجزات

لأن فينا، نحن أنفسنا

في النضال

السمكة و الخبز

و المعجزة. "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire